“جماعة الحشاشين” كانت طائفة إسماعيلية شيعية نزارية باطنية، ظهرت في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي بعد انفصالها عن الدولة الفاطمية. أسس الحسن بن الصباح الجماعة وأنشأ معقلهم في قلعة آلموت بفارس، حيث نشروا دعوتهم. اشتهروا بسياسة الاغتيالات باستخدام “فدائيين” لا يخشون الموت في سبيل أهدافهم، مما أثار الرعب في نفوس الحكام والأمراء المعادين لهم.
كانت للحشاشين معاقل في بلاد فارس والشام، وقد أثاروا عداءً شديدًا مع الخلافة العباسية والفاطمية، بالإضافة إلى الدول الكبرى مثل السلاجقة والخوارزميين والزنكيين والأيوبيين والصليبيين، بفضل استراتيجيتهم العسكرية. وعلى الرغم من ذلك، فإن جميع هذه الجهات فشلت في القضاء عليهم على مدى عقود.
انتهت سيطرة الحشاشين في بلاد فارس عندما هاجمهم المغول بقيادة هولاكو في عام 1256م، حيث أسقطوا قلعة آلموت وأكثر من 100 قلعة أخرى، وحرقوا المكاتب الإسماعيلية. وفي الشام، سقطت الطائفة أيضًا تحت هجوم الظاهر بيبرس في عام 1273م.